موسوعة المحتوى الإسلامي المترجم

سلسلة حراسة التوحيد - 1

حراسة التوحيد

للامام العلامة

عبدالعزيز بن باز

-رحمه الله-

بِسمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ

إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله

أو صدق الكهنة والعرافين

تقديم:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه.

أما بعد: فلما كانت عقيدة التوحيد هي الأساس التي قامت عليه دعوة محمد بن عبد الله، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، والتي هي في الحقيقة امتدادٌ لدعوة الرسل جميعًا، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36].

وكان من صميم الاعتقاد بهذه الدعوة هو محاربة البدع والأباطيل، بشتى أشكالها، فإنه يجب على كل مسلم أن يتبصَّر في دينه، ويعبد الله ـ تعالى ـ طبقًا لما جاءت به الشريعة الإسلامية.

ولقد كان المسلمون الأوائل ـ من سلف هذه الأمة ـ على هُدى من أمر دينهم؛ ذلك لأن أعمالهم ـ بل وجميع شئونهم ـ كانت على وفق ما جاء به القرآن الكريم والسنة المطهرة.

ثُمَّ لَمَّا انحرف أكثر المسلمين عن هذا المنهج القويم ـ منهج الكتاب والسنة ـ في عقائدهم وأعمالهم، تفرقوا شيعًا وأحزابًا؛ في العقائد، والمذاهب، في السياسة والأحكام، وكان من نتائج هذا الانحراف: أن فشت فيهم البدع والأباطيل والشعوذة، وأصبح ذلك مدخلًا لأعداء الإسلام في الطعن على الإسلام وأهله.

ولقد حَذَّر علماء الإسلام ـ في مؤلفاتهم ـ قديمًا وحديثًا من هذه البدع.

وقد ساهمتُ في ذلك بثلاث رسائل مجموعة:

الأولى: في حكم الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم.

الثانية: في حكم الاستغاثة بالجن والشياطين، والنذر لهم.

الثالثة: في حكم التعبد بالأوراد البدعية والشركية.

والرئاسة العامّة للبحوث العلمية والإفتاء ـ وهي حاملة لواء الدعوة الإسلامية في هذه البلاد المباركة ـ تضع بين يديك ـ أيها القارئ الكريم ـ هذه الرسائل الثلاث؛ مساهمةً منها في محاربة البدع والخرافات، ورفع المستوى الثقافي والفهم الحقيقي للإسلام.

نسأل الله العلي القدير أن ينفع بها عباده، والله ولي التوفيق.

وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.