سلسلة حراسة التوحيد - 1
أما بعد: فلما كانت عقيدة التوحيد هي الأساس التي قامت عليه دعوة محمد بن عبد الله، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، والتي هي في الحقيقة امتدادٌ لدعوة الرسل جميعًا، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36].
وكان من صميم الاعتقاد بهذه الدعوة هو محاربة البدع والأباطيل، بشتى أشكالها، فإنه يجب على كل مسلم أن يتبصَّر في دينه، ويعبد الله ـ تعالى ـ طبقًا لما جاءت به الشريعة الإسلامية.
ولقد كان المسلمون الأوائل ـ من سلف هذه الأمة ـ على هُدى من أمر دينهم؛ ذلك لأن أعمالهم ـ بل وجميع شئونهم ـ كانت على وفق ما جاء به القرآن الكريم والسنة المطهرة.
ثُمَّ لَمَّا انحرف أكثر المسلمين عن هذا المنهج القويم ـ منهج الكتاب والسنة ـ في عقائدهم وأعمالهم، تفرقوا شيعًا وأحزابًا؛ في العقائد، والمذاهب، في السياسة والأحكام، وكان من نتائج هذا الانحراف: أن فشت فيهم البدع والأباطيل والشعوذة، وأصبح ذلك مدخلًا لأعداء الإسلام في الطعن على الإسلام وأهله.